المؤتمر العلمي الأول الجلسة الثانية ” المنتج الحلال في المنظور الإسلامي ،الضوابط والتحديات والأفاق”
- Categories Uncategorized, اعلان
- Date مارس 16, 2022
- Tags
المؤتمر العلمي الأول الجلسة الثانية ” المنتج الحلال في المنظور الإسلامي ،الضوابط والتحديات والأفاق”
نظمت كلية الدعوة الإسلامية صباح اليوم الثلاثاء الموافق 16/ 3/2022 بمدرج علي بن زياد الطرابلسي بمقر جمعية الدعوة الإسلامية
#كلمة معالي أ.د. أسامة العبد
الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية في الجلسة الافتتاحية
في المؤتمر العلمي الدولي الأول للمنتج الحلال في المنظور الإسلامي، الضوابط والتحديات والآفاق تحت شعار أمة واحدة
بمشاركة جامعة أندونيسيا ورابطة الجامعات الإسلامية
بليبيا- الثلاثاء 15- 3-2022م
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
الحضور الكريم من السادة الوزراء والعلماء والعمداء والأساتذة الأجلاء كل بقيمته وقامته، وأخص ذكرًا معالي رئيس جامعة أندونيسيا وسعادة د. أبو بكر أبو سوير عميد كلية الدعوة الإسلامية ورئيس المؤتمر، وتحياتي وتحية الأمانة العامة لرابطة الجامعات وكل من يتمتع بمظلة الرابطة من الجامعات على مستوى العالم، ورئيس الرابطة معالي الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
أيها العلماء الأجلاء:
لقد نظمت الشريعة الإسلامية للإنسان حياته العامة والخاصة تنظيمًا دقيقًا بديعًا، وأوضحت له الحلالَ والحرامَ في مَأكلهِ ومَشربهِ ومَلبسهِ ودَوائه؛ وذلك ليعيش حياةً آمنةً كريمةً وفق هداية الله ورسوله، يتمتعُ بالطيب الحلال ويتجنبُ الخبيثَ المحرم دون جمود أو تعسف أو مشقة، ولكن مراعاةً لمصلحته وصحته ووقاره وأدبه وستر عورته ليُقبلَ طائعًا قانعًا مختارًا.
والآيات القرآنية عديدة في هذا المعنى، فقد قال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ} أي ما تستلذ النفوس الطيبة المستقيمة به، وترتاح الأرواحُ الطاهرة له دون تقتير أو إسراف، قال تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}، وقوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا}، وقد غرس رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفوسنا حبَّ الحلالِ وكراهيةَ الحرام، ومن أبرز التوجيهات النبوية التي جاءت في هذا المعنى قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: ((إِنَّ الْحَلَالَ بَيِّنٌ، والْحَرَامَ بَيِّنٌ، وبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لَا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ فَقَدِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ، وعِرْضِهِ، ومَنْ وقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وقَعَ فِي الْحَرَامِ، كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى، يُوشِكُ أَنْ يَقَعَ فِيهِ، أَلَا وإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلَا وإِنَّ حِمَى اللَّهِ مَحَارِمُهُ، أَلَا وإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وهِيَ الْقَلْبُ)).
ونستطيع أن نجمل فحوى الحديث، فالأصل في الأشياء الإباحة إلا ما نص الشرع على حرمته، وأن ما سكت عنه الشرع فهو عفو، والأحاديث في هذا المعنى كثيرة ووفيرة لا يتسع المقام لذكرها، فما فيه منفعةٌ أباحته وما فيه ضررٌ حذرت منه ومنعته، وأن دائرةَ المباحات كثيرة ودائرة المحرمات قليلة.
وأما المستجدات في هذا الموضوع:
فإن المجامع الفقهية والمؤسساتِ الدينية بمشاركة الثقاة من ذوي الخبرة تستطيع أن تجتهدَ وتبذلَ الوُسعَ فيما يحل أو يحرم، والخير في الأمة حاصل إلى يوم الدين، قال تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} وقد خص الله تعالى أيضًا العلماء بالخشية في قوله تعالى: {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا} يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (كفى بخشية الله علمًا وكفى بالاغترار بالله جهلًا)، وقال صلى الله عليه وسلم: ((العلماء ورَثةُ الأنبياء))، وكل جديد في المأكل والمشرب والملبس والدواء له حكم إما في الكتاب أو السنة أو الإجماع أو القياس؛ لأن الشريعةَ الإسلامية لا تعرف الجمود وإنما هي صالحة لكل زمان ومكان.
وقضية الحلال والحرام مهمة وخطيرة حتى لا يخرج الإنسان عن الجادة المستقيمة، وعلينا أن نَعْلمَ ونُعَلمَ أبناءَنا أن في الحلال ما يُغني عن الحرام، وأن ما يُؤدي إلى الحرام فهو حرام، وأن التحايل على الحرام حرام.
وحتى لا آخذ فوق ما حُدد لي من الوقت أسأل الله لكم التوفيق والسداد علماءَ وإدارةً ولكلِ القائمينَ على هذا المؤتمر متمنيًّا أن تخرج التوصيات بفائدة مرجوة تُفيد المسلمين فيما هو موجود أو مستجد.
أسأل الله للجميع التوفيق والسداد، ولبلدكم الشقيق الأمن والاستقرار والتقدم والازدهار،،،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
- أ.د. أسامة محمد العبد
– الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية
– رئيس جامعة الأزهر الأسبق
Previous post
نطلاق المؤتمر العلمي الأول " لمنتج الحلال في المنظور الإسلامي ،الضوابط والتحديات والآفاق"
مارس 16, 2022